ما هي القهوة المختصة ؟
نسمع كثيراً في الآونة الأخيرة عن القهوة المختصة حيث يشهد هذا المصطلح انتشاراً واسعاً هذه الأيام ليس فقط على المستوى المحلى وإنما أيضاً على المستوى العالمي، لكن يبقى السؤال، ماهي القهوة المختصة ؟ وما الفرق بينها وبين بقية أنواع القهوة الأخرى ؟
مفهوم القهوة المختصة
أطلق مصطلح القهوة المختصة لأول مرة في عام 1974م من قِبل إيرنا كنوتسن في إحدى إصدارات صحيفة (تجارة الشاي والقهوة) حيث كانت تقصد به القهوة التي تُعطي نكهات مميزة والتي يتم زراعتها في مناخات خاصة، وبعد ذلك أي في عام 1982م أنشئت الجمعية الأمريكية للقهوة المختصة، وتلاها في عام 1998م أُنشئت الجمعية الأوروبية للقهوة المختصة ، كلتا الجمعيتين جمعيتان غير ربحية ، وحالياً في عام 2017 انضمتا تحت مسمى الجمعية العالمية للقهوة المختصة، تهدف الجمعية إلى رفع جودة ومذاق القهوة حيث تُساهم في رفع كفاءة المزارعين من خلال معرفة الظروف المثالية لزراعة أشجار البن مثل الري ودرجة الحرارة ونوع التربة والارتفاع المناسب عن سطح البحر، وكذلك طرق معالجة القهوة سواءً كانت بالطريقة الطبيعية (المجففة) أو بالطريقة المغسولة أو بالطريقة العسلية، وكذلك تخزينها وشحنها في أخياش مُبطنة بأكياس بلاستيكية تحفظ رطوبتها وتحميها من الغبار والأتربة.
كما أنها تُساهم في رفع كفاءة وجودة تحميص القهوة من خلال تقديم دورات في التحميص بمستويات مختلفة وتمنح شهادات معتمدة في ذلك، حيث أن حبوب القهوة تحتوي على أكثر من 1000 مركب كيميائي لا يُعرف منها علمياً إلا 200 مركب تقريباً ، يقوم رائد التحميص بدور هام في إبراز هذه المركبات والتي يحاكي الكثير منها النكهات المعروفة في الفواكه والحمضيات وغيرها، ولا يمكن تمييز هذه النكهات وإيحاءات القهوة غالباً إلا في قهوة طازجة ذات نوعية ممتازة والتي تُعرف بـ (القهوة المختصة) .
ولذا اعتمدت الجمعية العالمية للقهوة المختصة تقييماً من 100 درجة، حيث يقوم خبراء تقييم القهوة المختصين بإجراء تقييم على عينات من القهوة على أساسه تُمنح الدرجات، حيث لا تُصنف القهوة بكونها قهوة مختصة إلا إذا حصلت على تقييم أعلى من 80 درجة.
فالقهوة المختصة قهوة طازجة تتم معالجتها وشحنها بطريقة صحيحة معروفة المصدر، والارتفاع الذي زُرعت فيه ، وكذلك تاريخ تحميصها ، أيضاً مُراعى فيها معايير وطرق تحضير القهوة الصحيحة، كل هذا يُسهم في تقديم كوب قهوة غني بالنكهات والمذاقات المميزة، وهذا ما يميزها عن غيرها من أنواع القهوة التجارية الأخرى.
الجميل في القهوة المختصة أيضاً هو تنوع طرق تحضيرها، فمن أبرز طرق تحضير القهوة المختصة المقطرة: الترشيح ، التنقيع ، الكبس ، الانسحاب .
وأيضاً تتنوع أدوات تحضير كل طريقة ، وكذلك تتنوع المُرشّحات (الفلاتر) المستخدمة معها ، فمنها الورقي ومنها القطني ومنها المعدني .
فكل طريقة من هذه الطرق وكل مُرشح (فِلتر) مُستَخدَم ، يعطي نتيجة ومذاق مغاير عن الآخر وهذا فقط لنوع قهوة واحد ، فكيف ببقية أنواع القهوة الأخرى.
كما أن نوع معالجة القهوة ، ودرجة التحميص ، ودرجة طحن القهوة ، ودرجة حرارة الماء وطريقة صَبه ، تعلب دوراً مهماً في مذاق القهوة ، لذا يجب الاعتناء بكل خطوة من خطوات تحضير القهوة المختصة للحصول على كوب مميز .
ومن هنا تُساهم الجمعية العالمية للقهوة المختصة من خلال تقديم دورات تدريبية وورش عمل بهدف تعلم أفضل الطرق والتكنيكات المتبعة لتحضير القهوة سواء القهوة السوداء أو الاسبريسو ومشتقاته .
وهنا أنوه إلى أن البعض قد يخطئ باعتقاده أن القهوة المختصة هي القهوة التي تُحضّر بأدوات التحضير المعروفة مثل الكميكس وقمع الترشيح v60 والإيروبريس والسايفون .. الخ.
وفي الحقيقة هذه الأدوات هي مجرد أدوات لا قيمة لها ولا يمكن أن تُعطيك أي مذاق مميز إن لم يكن البُن المستخدم هو المميز ، فالسر يكمن في نوعية البُن المستخدم والذي لا يكون غالباً إلَّا في القهوة المختصة. مفهوم القهوة المختصة هو مفهوم يتعلق بجودة ونوعية البُن قبل كل شيء وما أدوات تحضير القهوة إلا جزء بسيط من منظومة القهوة المختصة .